روایت:الکافی جلد ۵ ش ۲۱

از الکتاب


آدرس: الكافي، جلد ۵، كِتَابُ الْجِهَاد

علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله ع قال :

قُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ وَ اَلْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ أَ هُوَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ وَ لاَ يَقُومُ بِهِ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ أَمْ هُوَ مُبَاحٌ لِكُلِّ مَنْ وَحَّدَ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ آمَنَ‏ بِرَسُولِهِ ص‏ وَ مَنْ كَانَ كَذَا فَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِلَى طَاعَتِهِ وَ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِهِ فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ لاَ يَحِلُّ إِلاَّ لَهُمْ وَ لاَ يَقُومُ بِذَلِكَ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ قُلْتُ مَنْ أُولَئِكَ قَالَ مَنْ قَامَ بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْقِتَالِ وَ اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَهُوَ اَلْمَأْذُونُ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْجِهَادِ عَلَى اَلْمُجَاهِدِينَ فَلَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ وَ لاَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ حَتَّى يَحْكُمَ فِي نَفْسِهِ مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ شَرَائِطَ اَلْجِهَادِ قُلْتُ فَبَيِّنْ لِي يَرْحَمُكَ اَللَّهُ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَخْبَرَ نَبِيَّهُ‏ فِي‏ كِتَابِهِ‏ اَلدُّعَاءَ إِلَيْهِ وَ وَصَفَ اَلدُّعَاةَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ ذَلِكَ لَهُمْ دَرَجَاتٍ يُعَرِّفُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ يُسْتَدَلُّ بِبَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوَّلُ مَنْ دَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَ دَعَا إِلَى طَاعَتِهِ وَ اِتِّبَاعِ أَمْرِهِ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ وَ اَللََّهُ يَدْعُوا إِلى‏ََ دََارِ اَلسَّلاََمِ وَ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ إِلى‏ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ ثُمَّ ثَنَّى‏ بِرَسُولِهِ‏ فَقَالَ اُدْعُ إِلى‏ََ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ وَ جََادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏ يَعْنِي‏ بِالْقُرْآنِ‏ وَ لَمْ يَكُنْ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ خَالَفَ أَمْرَ اَللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَيْهِ بِغَيْرِ مَا أُمِرَ بِهِ‏ فِي‏ كِتَابِهِ‏ وَ اَلَّذِي أَمَرَ أَنْ لاَ يُدْعَى إِلاَّ بِهِ وَ قَالَ فِي‏ نَبِيِّهِ ص‏ وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي‏ إِلى‏ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏ يَقُولُ تَدْعُو ثُمَّ ثَلَّثَ بِالدُّعَاءِ إِلَيْهِ بِكِتَابِهِ‏ أَيْضاً فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّ هََذَا اَلْقُرْآنَ‏ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ‏ أَيْ يَدْعُو وَ يُبَشِّرُ اَلْمُؤْمِنِينَ‏ ثُمَّ ذَكَرَ مَنْ أَذِنَ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ بَعْدَهُ وَ بَعْدَ رَسُولِهِ‏ فِي‏ كِتَابِهِ‏ فَقَالَ‏ وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى اَلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ أُولََئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‏ ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ وَ مِمَّنْ هِيَ وَ أَنَّهَا مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ‏ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ‏ مِنْ سُكَّانِ‏ اَلْحَرَمِ‏ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُوا غَيْرَ اَللَّهِ قَطُّ اَلَّذِينَ وَجَبَتْ لَهُمُ اَلدَّعْوَةُ دَعْوَةُ إِبْرَاهِيمَ‏ وَ إِسْمَاعِيلَ‏ مِنْ أَهْلِ اَلْمَسْجِدِ اَلَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ فِي‏ كِتَابِهِ‏ أَنَّهُ أَذْهَبَ عَنْهُمُ اَلرِّجْسَ وَ طَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً اَلَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ قَبْلَ هَذَا فِي صِفَةِ أُمَّةِ إِبْرَاهِيمَ ع‏ اَلَّذِينَ عَنَاهُمُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ أَدْعُوا إِلَى اَللََّهِ عَلى‏ََ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي‏ يَعْنِي أَوَّلَ مَنِ اِتَّبَعَهُ عَلَى اَلْإِيمَانِ بِهِ وَ اَلتَّصْدِيقِ لَهُ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي بُعِثَ فِيهَا وَ مِنْهَا وَ إِلَيْهَا قَبْلَ اَلْخَلْقِ مِمَّنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ قَطُّ وَ لَمْ يَلْبِسْ إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ وَ هُوَ اَلشِّرْكُ ثُمَّ ذَكَرَ أَتْبَاعَ‏ نَبِيِّهِ ص‏ وَ أَتْبَاعَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلَّتِي وَصَفَهَا فِي‏ كِتَابِهِ‏ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ جَعَلَهَا دَاعِيَةً إِلَيْهِ وَ أَذِنَ لَهَا فِي اَلدُّعَاءِ إِلَيْهِ فَقَالَ يََا أَيُّهَا اَلنَّبِيُ‏ حَسْبُكَ اَللََّهُ وَ مَنِ اِتَّبَعَكَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ‏ ثُمَّ وَصَفَ أَتْبَاعَ‏ نَبِيِّهِ ص‏ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ‏ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اَللََّهِ وَ اَلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدََّاءُ عَلَى اَلْكُفََّارِ رُحَمََاءُ بَيْنَهُمْ تَرََاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اَللََّهِ وَ رِضْوََاناً سِيمََاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ اَلسُّجُودِ ذََلِكَ مَثَلُهُمْ فِي‏ اَلتَّوْرََاةِ وَ مَثَلُهُمْ فِي‏ اَلْإِنْجِيلِ‏ وَ قَالَ‏ يَوْمَ لاََ يُخْزِي اَللََّهُ‏ اَلنَّبِيَ‏ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى‏ََ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ بِأَيْمََانِهِمْ‏ يَعْنِي أُولَئِكَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ قَالَ‏ قَدْ أَفْلَحَ اَلْمُؤْمِنُونَ‏ ثُمَّ حَلاَّهُمْ وَ وَصَفَهُمْ كَيْ لاَ يَطْمَعَ فِي اَللَّحَاقِ بِهِمْ إِلاَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَقَالَ فِيمَا حَلاَّهُمْ بِهِ وَ وَصَفَهُمْ اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاََتِهِمْ خََاشِعُونَ `وَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنِ اَللَّغْوِ مُعْرِضُونَ‏ إِلَى قَوْلِهِ أُولََئِكَ هُمُ اَلْوََارِثُونَ `اَلَّذِينَ يَرِثُونَ اَلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهََا خََالِدُونَ‏ وَ قَالَ فِي‏ صِفَتِهِمْ وَ حِلْيَتِهِمْ أَيْضاً اَلَّذِينَ لاََ يَدْعُونَ مَعَ اَللََّهِ إِلََهاً آخَرَ وَ لاََ يَقْتُلُونَ اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللََّهُ إِلاََّ بِالْحَقِّ وَ لاََ يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذََلِكَ يَلْقَ أَثََاماً `يُضََاعَفْ لَهُ اَلْعَذََابُ‏ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهََاناً ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُ اِشْتَرَى مِنْ هَؤُلاَءِ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ صِفَتِهِمْ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقََاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي‏ اَلتَّوْرََاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ‏ وَ اَلْقُرْآنِ‏ ثُمَّ ذَكَرَ وَفَاءَهُمْ لَهُ بِعَهْدِهِ وَ مُبَايَعَتِهِ فَقَالَ‏ وَ مَنْ أَوْفى‏ََ بِعَهْدِهِ مِنَ اَللََّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ اَلَّذِي بََايَعْتُمْ بِهِ وَ ذََلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ اَلْعَظِيمُ‏ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ إِنَّ اَللََّهَ اِشْتَرى‏ََ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوََالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ قَامَ رَجُلٌ إِلَى‏ اَلنَّبِيِّ ص‏ فَقَالَ يَا نَبِيَّ اَللَّهِ‏ أَ رَأَيْتَكَ اَلرَّجُلُ يَأْخُذُ سَيْفَهُ فَيُقَاتِلُ حَتَّى يُقْتَلَ إِلاَّ أَنَّهُ يَقْتَرِفُ مِنْ هَذِهِ اَلْمَحَارِمِ أَ شَهِيدٌ هُوَ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى‏ رَسُولِهِ‏ اَلتََّائِبُونَ اَلْعََابِدُونَ اَلْحََامِدُونَ اَلسََّائِحُونَ اَلرََّاكِعُونَ اَلسََّاجِدُونَ اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنََّاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْحََافِظُونَ لِحُدُودِ اَللََّهِ وَ بَشِّرِ اَلْمُؤْمِنِينَ‏ فَفَسَّرَ اَلنَّبِيُّ ص‏ اَلْمُجَاهِدِينَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ هَذِهِ صِفَتُهُمْ وَ حِلْيَتُهُمْ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ وَ قَالَ‏ اَلتََّائِبُونَ‏ مِنَ اَلذُّنُوبِ‏ اَلْعََابِدُونَ‏ اَلَّذِينَ لاَ يَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللَّهَ وَ لاَ يُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئاً اَلْحََامِدُونَ‏ اَلَّذِينَ يَحْمَدُونَ اَللَّهَ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي اَلشِّدَّةِ وَ اَلرَّخَاءِ اَلسََّائِحُونَ‏ وَ هُمُ اَلصَّائِمُونَ اَلرََّاكِعُونَ اَلسََّاجِدُونَ‏ اَلَّذِينَ يُوَاظِبُونَ عَلَى اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ وَ اَلْحَافِظُونَ لَهَا وَ اَلْمُحَافِظُونَ عَلَيْهَا بِرُكُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ فِي اَلْخُشُوعِ فِيهَا وَ فِي أَوْقَاتِهَا اَلْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ‏ بَعْدَ ذَلِكَ وَ اَلْعَامِلُونَ بِهِ‏ وَ اَلنََّاهُونَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْمُنْتَهُونَ عَنْهُ قَالَ فَبَشِّرْ مَنْ قُتِلَ وَ هُوَ قَائِمٌ بِهَذِهِ اَلشُّرُوطِ بِالشَّهَادَةِ وَ اَلْجَنَّةِ ثُمَّ أَخْبَرَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يَأْمُرْ بِالْقِتَالِ إِلاَّ أَصْحَابَ هَذِهِ اَلشُّرُوطِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللََّهَ عَلى‏ََ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ `اَلَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيََارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاََّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اَللََّهُ‏ وَ ذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ مَا بَيْنَ اَلسَّمَاءِ وَ اَلْأَرْضِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لِرَسُولِهِ‏ وَ لِأَتْبَاعِهِمَا مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَةِ فَمَا كَانَ مِنَ اَلدُّنْيَا فِي أَيْدِي اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْكُفَّارِ وَ اَلظَّلَمَةِ وَ اَلْفُجَّارِ مِنْ أَهْلِ اَلْخِلاَفِ‏ لِرَسُولِ اَللَّهِ ص‏ وَ اَلْمُوَلِّي عَنْ طَاعَتِهِمَا مِمَّا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ظَلَمُوا فِيهِ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلصِّفَاتِ وَ غَلَبُوهُمْ عَلَيْهِ مِمَّا أَفََاءَ اَللََّهُ عَلى‏ََ رَسُولِهِ‏ فَهُوَ حَقُّهُمْ أَفَاءَ اَللَّهُ‏ عَلَيْهِمْ وَ رَدَّهُ إِلَيْهِمْ وَ إِنَّمَا مَعْنَى اَلْفَيْ‏ءِ كُلُّ مَا صَارَ إِلَى‏ اَلْمُشْرِكِينَ‏ ثُمَّ رَجَعَ مِمَّا كَانَ قَدْ غُلِبَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ فَمَا رَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ فَقَدْ فَاءَ مِثْلُ قَوْلِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسََائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فََاؤُ فَإِنَّ اَللََّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏ أَيْ رَجَعُوا ثُمَّ قَالَ‏ وَ إِنْ عَزَمُوا اَلطَّلاََقَ فَإِنَّ اَللََّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏ وَ قَالَ‏ وَ إِنْ طََائِفَتََانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدََاهُمََا عَلَى اَلْأُخْرى‏ََ فَقََاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتََّى تَفِي‏ءَ إِلى‏ََ أَمْرِ اَللََّهِ‏ أَيْ تَرْجِعَ‏ فَإِنْ فََاءَتْ‏ أَيْ رَجَعَتْ‏ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمََا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُوا إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ‏ يَعْنِي بِقَوْلِهِ تَفِي‏ءَ تَرْجِعَ فَذَلِكَ اَلدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ اَلْفَيْ‏ءَ كُلُّ رَاجِعٍ إِلَى مَكَانٍ قَدْ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ فِيهِ وَ يُقَالُ لِلشَّمْسِ إِذَا زَالَتْ قَدْ فَاءَتِ اَلشَّمْسُ حِينَ يَفِي‏ءُ اَلْفَيْ‏ءُ عِنْدَ رُجُوعِ اَلشَّمْسِ إِلَى زَوَالِهَا وَ كَذَلِكَ مَا أَفَاءَ اَللَّهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ مِنَ اَلْكُفَّارِ فَإِنَّمَا هِيَ حُقُوقُ اَلْمُؤْمِنِينَ رَجَعَتْ إِلَيْهِمْ بَعْدَ ظُلْمِ اَلْكُفَّارِ إِيَّاهُمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ‏ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا مَا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ وَ إِنَّمَا أُذِنَ لِلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ قَامُوا بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي وَصَفْنَاهَا وَ ذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْقِتَالِ حَتَّى يَكُونَ مَظْلُوماً وَ لاَ يَكُونُ مَظْلُوماً حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِناً وَ لاَ يَكُونُ‏ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ قَائِماً بِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ اَلَّتِي اِشْتَرَطَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُجَاهِدِينَ فَإِذَا تَكَامَلَتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ مُؤْمِناً وَ إِذَا كَانَ مُؤْمِناً كَانَ مَظْلُوماً وَ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً كَانَ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ‏ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اَللََّهَ عَلى‏ََ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَكْمِلاً لِشَرَائِطِ اَلْإِيمَانِ فَهُوَ ظَالِمٌ مِمَّنْ يَبْغِي وَ يَجِبُ جِهَادُهُ حَتَّى يَتُوبَ وَ لَيْسَ مِثْلُهُ مَأْذُوناً لَهُ فِي اَلْجِهَادِ وَ اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمَظْلُومِينَ اَلَّذِينَ أُذِنَ لَهُمْ فِي‏ اَلْقُرْآنِ‏ فِي اَلْقِتَالِ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقََاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا فِي‏ اَلْمُهَاجِرِينَ‏ اَلَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ‏ أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ أُحِلَّ لَهُمْ جِهَادُهُمْ بِظُلْمِهِمْ إِيَّاهُمْ وَ أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْقِتَالِ فَقُلْتُ فَهَذِهِ نَزَلَتْ فِي‏ اَلْمُهَاجِرِينَ‏ بِظُلْمِ‏ مُشْرِكِي أَهْلِ مَكَّةَ لَهُمْ فَمَا بَالُهُمْ فِي قِتَالِهِمْ‏ كِسْرَى‏ وَ قَيْصَرَ وَ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ‏ مُشْرِكِي قَبَائِلِ اَلْعَرَبِ‏ فَقَالَ لَوْ كَانَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ‏ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَطْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلَى قِتَالِ جُمُوعِ‏ كِسْرَى‏ وَ قَيْصَرَ وَ غَيْرِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قَبَائِلِ‏ اَلْعَرَبِ‏ سَبِيلٌ لِأَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوهُمْ غَيْرُهُمْ وَ إِنَّمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي قِتَالِ مَنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ‏ أَهْلِ مَكَّةَ لِإِخْرَاجِهِمْ إِيَّاهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَ لَوْ كَانَتِ اَلْآيَةُ إِنَّمَا عَنَتِ‏ اَلْمُهَاجِرِينَ‏ اَلَّذِينَ ظَلَمَهُمْ‏ أَهْلُ مَكَّةَ كَانَتِ اَلْآيَةُ مُرْتَفِعَةَ اَلْفَرْضِ عَمَّنْ بَعْدَهُمْ إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ وَ كَانَ فَرْضُهَا مَرْفُوعاً عَنِ اَلنَّاسِ بَعْدَهُمْ‏ إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلظَّالِمِينَ وَ اَلْمَظْلُومِينَ أَحَدٌ وَ لَيْسَ كَمَا ظَنَنْتَ وَ لاَ كَمَا ذَكَرْتَ وَ لَكِنَ‏ اَلْمُهَاجِرِينَ‏ ظُلِمُوا مِنْ جِهَتَيْنِ ظَلَمَهُمْ‏ أَهْلُ مَكَّةَ بِإِخْرَاجِهِمْ مِنْ دِيَارِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ فَقَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَ ظَلَمَهُمْ‏ كِسْرَى‏ وَ قَيْصَرُ وَ مَنْ كَانَ دُونَهُمْ مِنْ قَبَائِلِ‏ اَلْعَرَبِ‏ وَ اَلْعَجَمِ‏ بِمَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا كَانَ اَلْمُؤْمِنُونَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ فَقَدْ قَاتَلُوهُمْ بِإِذْنِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ فِي ذَلِكَ وَ بِحُجَّةِ هَذِهِ اَلْآيَةِ يُقَاتِلُ مُؤْمِنُو كُلِّ زَمَانٍ وَ إِنَّمَا أَذِنَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ اَلَّذِينَ قَامُوا بِمَا وَصَفَهَا اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ اَلشَّرَائِطِ اَلَّتِي شَرَطَهَا اَللَّهُ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ فِي اَلْإِيمَانِ وَ اَلْجِهَادِ وَ مَنْ كَانَ قَائِماً بِتِلْكَ اَلشَّرَائِطِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَ هُوَ مَظْلُومٌ وَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ بِذَلِكَ اَلْمَعْنَى وَ مَنْ كَانَ عَلَى خِلاَفِ ذَلِكَ فَهُوَ ظَالِمٌ وَ لَيْسَ مِنَ‏ اَلْمَظْلُومِينَ وَ لَيْسَ بِمَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلْقِتَالِ وَ لاَ بِالنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ وَ لاَ مَأْذُونٍ لَهُ فِي اَلدُّعَاءِ إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُ لَيْسَ يُجَاهِدُ مِثْلُهُ وَ أُمِرَ بِدُعَائِهِ إِلَى اَللَّهِ وَ لاَ يَكُونُ مُجَاهِداً مَنْ قَدْ أُمِرَ اَلْمُؤْمِنُونَ بِجِهَادِهِ وَ حَظَرَ اَلْجِهَادَ عَلَيْهِ وَ مَنَعَهُ مِنْهُ وَ لاَ يَكُونُ دَاعِياً إِلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ أُمِرَ بِدُعَاءِ مِثْلِهِ إِلَى اَلتَّوْبَةِ وَ اَلْحَقِّ وَ اَلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَلنَّهْيِ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ لاَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ وَ لاَ يَنْهَى عَنِ اَلْمُنْكَرِ مَنْ قَدْ أُمِرَ أَنْ يُنْهَى عَنْهُ فَمَنْ كَانَتْ قَدْ تَمَّتْ فِيهِ شَرَائِطُ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اَلَّتِي وُصِفَ بِهَا أَهْلُهَا مِنْ أَصْحَابِ‏ اَلنَّبِيِّ ص‏ وَ هُوَ مَظْلُومٌ فَهُوَ مَأْذُونٌ لَهُ فِي اَلْجِهَادِ كَمَا أُذِنَ لَهُمْ فِي اَلْجِهَادِ لِأَنَّ حُكْمَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآ


الکافی جلد ۵ ش ۲۰ حدیث الکافی جلد ۵ ش ۲۲
روایت شده از : امام جعفر صادق عليه السلام
کتاب : الکافی (ط - الاسلامیه) - جلد ۵
بخش : كتاب الجهاد
عنوان : حدیث در کتاب الكافي جلد ۵ كِتَابُ الْجِهَاد‏‏ بَابُ مَنْ يَجِبُ عَلَيْهِ الْجِهَادُ وَ مَنْ لَا يَجِب‏
موضوعات :

ترجمه

شرح

آیات مرتبط (بر اساس موضوع)

احادیث مرتبط (بر اساس موضوع)