روایت:الکافی جلد ۵ ش ۱۵۲

از الکتاب


آدرس: الكافي، جلد ۵، كِتَابُ الْمَعِيشَة

علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعده بن صدقه قال :

دَخَلَ‏ سُفْيَانُ اَلثَّوْرِيُ‏ عَلَى‏ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ ع‏ فَرَأَى عَلَيْهِ ثِيَابَ بِيضٍ كَأَنَّهَا غِرْقِئُ اَلْبَيْضِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ هَذَا اَللِّبَاسَ لَيْسَ مِنْ لِبَاسِكَ فَقَالَ لَهُ اِسْمَعْ مِنِّي وَ عِ مَا أَقُولُ لَكَ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ عَاجِلاً وَ آجِلاً إِنْ أَنْتَ مِتَّ عَلَى اَلسُّنَّةِ وَ اَلْحَقِّ وَ لَمْ تَمُتْ عَلَى بِدْعَةٍ أُخْبِرُكَ أَنَ‏ رَسُولَ اَللَّهِ ص‏ كَانَ فِي زَمَانٍ مُقْفِرٍ جَدْبٍ فَأَمَّا إِذَا أَقْبَلَتِ اَلدُّنْيَا فَأَحَقُّ أَهْلِهَا بِهَا أَبْرَارُهَا لاَ فُجَّارُهَا وَ مُؤْمِنُوهَا لاَ مُنَافِقُوهَا وَ مُسْلِمُوهَا لاَ كُفَّارُهَا فَمَا أَنْكَرْتَ يَا ثَوْرِيُ‏ فَوَ اَللَّهِ إِنَّنِي لَمَعَ مَا تَرَى مَا أَتَى عَلَيَّ مُذْ عَقَلْتُ صَبَاحٌ وَ لاَ مَسَاءٌ وَ لِلَّهِ فِي مَالِي حَقٌّ أَمَرَنِي أَنْ أَضَعَهُ مَوْضِعاً إِلاَّ وَضَعْتُهُ قَالَ فَأَتَاهُ قَوْمٌ مِمَّنْ يُظْهِرُونَ اَلزُّهْدَ وَ يَدْعُونَ اَلنَّاسَ أَنْ يَكُونُوا مَعَهُمْ عَلَى مِثْلِ اَلَّذِي هُمْ عَلَيْهِ مِنَ اَلتَّقَشُّفِ‏ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ صَاحِبَنَا حَصِرَ عَنْ كَلاَمِكَ وَ لَمْ تَحْضُرْهُ حُجَجُهُ فَقَالَ لَهُمْ فَهَاتُوا حُجَجَكُمْ فَقَالُوا لَهُ إِنَّ حُجَجَنَا مِنْ‏ كِتَابِ اَللَّهِ‏ فَقَالَ لَهُمْ فَأَدْلُوا بِهَا فَإِنَّهَا أَحَقُّ مَا اُتُّبِعَ وَ عُمِلَ بِهِ فَقَالُوا يَقُولُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مُخْبِراً عَنْ قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِ‏ اَلنَّبِيِّ ص‏ وَ يُؤْثِرُونَ عَلى‏ََ أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كََانَ بِهِمْ خَصََاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ‏ فَمَدَحَ فِعْلَهُمْ وَ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَ يُطْعِمُونَ اَلطَّعََامَ عَلى‏ََ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فَنَحْنُ نَكْتَفِي بِهَذَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ اَلْجُلَسَاءِ إِنَّا رَأَيْنَاكُمْ تَزْهَدُونَ فِي اَلْأَطْعِمَةِ اَلطَّيِّبَةِ وَ مَعَ ذَلِكَ تَأْمُرُونَ اَلنَّاسَ بِالْخُرُوجِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ حَتَّى تَمَتَّعُوا أَنْتُمْ مِنْهَا فَقَالَ‏ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ ع‏ دَعُوا عَنْكُمْ مَا لاَ تَنْتَفِعُونَ بِهِ أَخْبِرُونِي أَيُّهَا اَلنَّفَرُ أَ لَكُمْ عِلْمٌ بِنَاسِخِ‏ اَلْقُرْآنِ‏ مِنْ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ مِنْ مُتَشَابِهِهِ اَلَّذِي فِي مِثْلِهِ ضَلَّ مَنْ ضَلَّ وَ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ فَقَالُوا لَهُ أَوْ بَعْضِهِ فَأَمَّا كُلُّهُ فَلاَ فَقَالَ لَهُمْ فَمِنْ هُنَا أُتِيتُمْ وَ كَذَلِكَ أَحَادِيثُ‏ رَسُولِ اَللَّهِ ص‏ فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ إِخْبَارِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِيَّانَا فِي‏ كِتَابِهِ‏ عَنِ اَلْقَوْمِ اَلَّذِينَ أَخْبَرَ عَنْهُمْ بِحُسْنِ فِعَالِهِمْ فَقَدْ كَانَ مُبَاحاً جَائِزاً وَ لَمْ يَكُونُوا نُهُوا عَنْهُ وَ ثَوَابُهُمْ مِنْهُ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذَلِكَ‏ أَنَّ اَللَّهَ جَلَّ وَ تَقَدَّسَ أَمَرَ بِخِلاَفِ مَا عَمِلُوا بِهِ فَصَارَ أَمْرُهُ نَاسِخاً لِفِعْلِهِمْ وَ كَانَ نَهَى اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى رَحْمَةً مِنْهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ نَظَراً لِكَيْلاَ يُضِرُّوا بِأَنْفُسِهِمْ وَ عِيَالاَتِهِمْ مِنْهُمُ اَلضَّعَفَةُ اَلصِّغَارُ وَ اَلْوِلْدَانُ وَ اَلشَّيْخُ اَلْفَانِي وَ اَلْعَجُوزُ اَلْكَبِيرَةُ اَلَّذِينَ لاَ يَصْبِرُونَ عَلَى اَلْجُوعِ فَإِنْ تَصَدَّقْتُ بِرَغِيفِي وَ لاَ رَغِيفَ لِي غَيْرُهُ ضَاعُوا وَ هَلَكُوا جُوعاً فَمِنْ ثَمَّ قَالَ‏ رَسُولُ اَللَّهِ ص‏ خَمْسُ تَمَرَاتٍ أَوْ خَمْسُ قُرَصٍ أَوْ دَنَانِيرُ أَوْ دَرَاهِمُ يَمْلِكُهَا اَلْإِنْسَانُ وَ هُوَ يُرِيدُ أَنْ يُمْضِيَهَا فَأَفْضَلُهَا مَا أَنْفَقَهُ اَلْإِنْسَانُ عَلَى وَالِدَيْهِ ثُمَّ اَلثَّانِيَةُ عَلَى نَفْسِهِ وَ عِيَالِهِ ثُمَّ اَلثَّالِثَةُ عَلَى قَرَابَتِهِ اَلْفُقَرَاءِ ثُمَّ اَلرَّابِعَةُ عَلَى جِيرَانِهِ اَلْفُقَرَاءِ ثُمَّ اَلْخَامِسَةُ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ وَ هُوَ أَخَسُّهَا أَجْراً وَ قَالَ‏ رَسُولُ اَللَّهِ ص‏ لِلْأَنْصَارِيِّ حِينَ أَعْتَقَ عِنْدَ مَوْتِهِ خَمْسَةً أَوْ سِتَّةً مِنَ اَلرَّقِيقِ وَ لَمْ يَكُنْ يَمْلِكُ غَيْرَهُمْ وَ لَهُ أَوْلاَدٌ صِغَارٌ لَوْ أَعْلَمْتُمُونِي أَمْرَهُ مَا تَرَكْتُكُمْ تَدْفِنُوهُ مَعَ‏ اَلْمُسْلِمِينَ‏ يَتْرُكُ صِبْيَةً صِغَاراً يَتَكَفَّفُونَ‏ اَلنَّاسَ ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِي‏ أَبِي‏ أَنَ‏ رَسُولَ اَللَّهِ ص‏ قَالَ اِبْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ اَلْأَدْنَى فَالْأَدْنَى ثُمَّ هَذَا مَا نَطَقَ بِهِ‏ اَلْكِتَابُ‏ رَدّاً لِقَوْلِكُمْ وَ نَهْياً عَنْهُ مَفْرُوضاً مِنَ اَللَّهِ اَلْعَزِيزِ اَلْحَكِيمِ قَالَ‏ وَ اَلَّذِينَ إِذََا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كََانَ بَيْنَ ذََلِكَ قَوََاماً أَ فَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَالَ غَيْرَ مَا أَرَاكُمْ تَدْعُونَ اَلنَّاسَ إِلَيْهِ مِنَ اَلْأَثَرَةِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ سَمَّى مَنْ فَعَلَ مَا تَدْعُونَ اَلنَّاسَ إِلَيْهِ مُسْرِفاً وَ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِنْ‏ كِتَابِ اَللَّهِ‏ يَقُولُ إِنَّهُ لاََ يُحِبُّ اَلْمُسْرِفِينَ‏ فَنَهَاهُمْ عَنِ اَلْإِسْرَافِ وَ نَهَاهُمْ عَنِ اَلتَّقْتِيرِ وَ لَكِنْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ لاَ يُعْطِي جَمِيعَ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ يَدْعُو اَللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ فَلاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ لِلْحَدِيثِ اَلَّذِي جَاءَ عَنِ‏ اَلنَّبِيِّ ص‏ إِنَّ أَصْنَافاً مِنْ أُمَّتِي لاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ دُعَاؤُهُمْ رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى وَالِدَيْهِ وَ رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى غَرِيمٍ ذَهَبَ لَهُ بِمَالٍ فَلَمْ يَكْتُبْ عَلَيْهِ وَ لَمْ يُشْهِدْ عَلَيْهِ وَ رَجُلٌ يَدْعُو عَلَى اِمْرَأَتِهِ وَ قَدْ جَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تَخْلِيَةَ سَبِيلِهَا بِيَدِهِ وَ رَجُلٌ يَقْعُدُ فِي بَيْتِهِ وَ يَقُولُ رَبِّ اُرْزُقْنِي وَ لاَ يَخْرُجُ وَ لاَ يَطْلُبُ اَلرِّزْقَ فَيَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ عَبْدِي أَ لَمْ أَجْعَلْ لَكَ اَلسَّبِيلَ إِلَى اَلطَّلَبِ وَ اَلضَّرْبِ فِي اَلْأَرْضِ بِجَوَارِحَ صَحِيحَةٍ فَتَكُونَ قَدْ أَعْذَرْتَ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكَ فِي اَلطَّلَبِ لاِتِّبَاعِ أَمْرِي وَ لِكَيْلاَ تَكُونَ كَلاًّ عَلَى أَهْلِكَ فَإِنْ شِئْتُ رَزَقْتُكَ وَ إِنْ شِئْتُ قَتَّرْتُ عَلَيْكَ وَ أَنْتَ غَيْرُ مَعْذُورٍ عِنْدِي وَ رَجُلٌ رَزَقَهُ اَللَّهُ مَالاً كَثِيراً فَأَنْفَقَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ يَدْعُو يَا رَبِّ اُرْزُقْنِي فَيَقُولُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ أَرْزُقْكَ رِزْقاً وَاسِعاً فَهَلاَّ اِقْتَصَدْتَ فِيهِ كَمَا أَمَرْتُكَ وَ لِمَ تُسْرِفُ وَ قَدْ نَهَيْتُكَ عَنِ اَلْإِسْرَافِ وَ رَجُلٌ يَدْعُو فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ ثُمَّ عَلَّمَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ نَبِيَّهُ ص‏ كَيْفَ يُنْفِقُ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَتْ عِنْدَهُ أُوقِيَّةٌ مِنَ‏ اَلذَّهَبِ فَكَرِهَ أَنْ يَبِيتَ عِنْدَهُ فَتَصَدَّقَ بِهَا فَأَصْبَحَ وَ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْ‏ءٌ وَ جَاءَهُ مَنْ يَسْأَلُهُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ فَلاَمَهُ اَلسَّائِلُ وَ اِغْتَمَّ هُوَ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَا يُعْطِيهِ وَ كَانَ رَحِيماً رَقِيقاً فَأَدَّبَ اَللَّهُ تَعَالَى‏ نَبِيَّهُ ص‏ بِأَمْرِهِ فَقَالَ‏ وَ لاََ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى‏ََ عُنُقِكَ وَ لاََ تَبْسُطْهََا كُلَّ اَلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً يَقُولُ إِنَّ اَلنَّاسَ قَدْ يَسْأَلُونَكَ وَ لاَ يَعْذِرُونَكَ فَإِذَا أَعْطَيْتَ جَمِيعَ مَا عِنْدَكَ مِنَ اَلْمَالِ كُنْتَ قَدْ حَسَرْتَ‏ مِنَ اَلْمَالِ فَهَذِهِ أَحَادِيثُ‏ رَسُولِ اَللَّهِ ص‏ يُصَدِّقُهَا اَلْكِتَابُ‏ وَ اَلْكِتَابُ‏ يُصَدِّقُهُ أَهْلُهُ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ قَالَ‏ أَبُو بَكْرٍ عِنْدَ مَوْتِهِ حَيْثُ قِيلَ لَهُ أَوْصِ فَقَالَ أُوصِي بِالْخُمُسِ وَ اَلْخُمُسُ كَثِيرٌ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى قَدْ رَضِيَ بِالْخُمُسِ فَأَوْصَى بِالْخُمُسِ وَ قَدْ جَعَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ اَلثُّلُثَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ لَوْ عَلِمَ أَنَّ اَلثُّلُثَ خَيْرٌ لَهُ أَوْصَى بِهِ ثُمَّ مَنْ قَدْ عَلِمْتُمْ بَعْدَهُ فِي فَضْلِهِ وَ زُهْدِهِ سَلْمَانُ‏ وَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا فَأَمَّا سَلْمَانُ‏ فَكَانَ إِذَا أَخَذَ عَطَاهُ رَفَعَ مِنْهُ قُوتَهُ لِسَنَتِهِ حَتَّى يَحْضُرَ عَطَاؤُهُ مِنْ قَابِلٍ فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ‏ أَنْتَ فِي زُهْدِكَ تَصْنَعُ هَذَا وَ أَنْتَ لاَ تَدْرِي لَعَلَّكَ تَمُوتُ اَلْيَوْمَ أَوْ غَداً فَكَانَ جَوَابَهُ أَنْ قَالَ مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِيَ اَلْبَقَاءَ كَمَا خِفْتُمْ عَلَيَّ اَلْفَنَاءَ أَ مَا عَلِمْتُمْ يَا جَهَلَةُ أَنَّ اَلنَّفْسَ قَدْ تَلْتَاثُ عَلَى صَاحِبِهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا مِنَ اَلْعَيْشِ مَا يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ فَإِذَا هِيَ أَحْرَزَتْ مَعِيشَتَهَا اِطْمَأَنَّتْ وَ أَمَّا أَبُو ذَرٍّ فَكَانَتْ لَهُ نُوَيْقَاتٌ وَ شُوَيْهَاتٌ يَحْلُبُهَا وَ يَذْبَحُ مِنْهَا إِذَا اِشْتَهَى أَهْلُهُ اَللَّحْمَ أَوْ نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ أَوْ رَأَى بِأَهْلِ اَلْمَاءِ اَلَّذِينَ هُمْ مَعَهُ خَصَاصَةً نَحَرَ لَهُمُ اَلْجَزُورَ أَوْ مِنَ اَلشِّيَاهِ عَلَى قَدْرِ مَا يَذْهَبُ عَنْهُمْ بِقَرَمِ‏ اَللَّحْمِ فَيَقْسِمُهُ بَيْنَهُمْ وَ يَأْخُذُ هُوَ كَنَصِيبِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لاَ يَتَفَضَّلُ عَلَيْهِمْ وَ مَنْ أَزْهَدُ مِنْ هَؤُلاَءِ وَ قَدْ قَالَ فِيهِمْ‏ رَسُولُ اَللَّهِ ص‏ مَا قَالَ وَ لَمْ يَبْلُغْ مِنْ أَمْرِهِمَا أَنْ صَارَا لاَ يَمْلِكَانِ شَيْئاً اَلْبَتَّةَ كَمَا تَأْمُرُونَ اَلنَّاسَ بِإِلْقَاءِ أَمْتِعَتِهِمْ وَ شَيْئِهِمْ وَ يُؤْثِرُونَ بِهِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ عِيَالاَتِهِمْ‏ وَ اِعْلَمُوا أَيُّهَا اَلنَّفَرُ أَنِّي سَمِعْتُ‏ أَبِي‏ يَرْوِي عَنْ‏ آبَائِهِ ع‏ أَنَ‏ رَسُولَ اَللَّهِ ص‏ قَالَ يَوْماً مَا عَجِبْتُ مِنْ شَيْ‏ءٍ كَعَجَبِي مِنَ اَلْمُؤْمِنِ إِنَّهُ إِنْ قُرِّضَ جَسَدُهُ فِي دَارِ اَلدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ كَانَ خَيْراً لَهُ وَ إِنْ مَلَكَ مَا بَيْنَ مَشَارِقِ اَلْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا كَانَ خَيْراً لَهُ وَ كُلُّ مَا يَصْنَعُ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ فَلَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَحِيقُ فِيكُمْ مَا قَدْ شَرَحْتُ لَكُمْ مُنْذُ اَلْيَوْمِ أَمْ أَزِيدُكُمْ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ فِي أَوَّلِ اَلْأَمْرِ أَنْ يُقَاتِلَ اَلرَّجُلُ مِنْهُمْ عَشَرَةً مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُوَلِّيَ وَجْهَهُ عَنْهُمْ وَ مَنْ وَلاَّهُمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ فَقَدْ تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ اَلنَّارِ ثُمَّ حَوَّلَهُمْ عَنْ حَالِهِمْ رَحْمَةً مِنْهُ لَهُمْ فَصَارَ اَلرَّجُلُ مِنْهُمْ عَلَيْهِ أَنْ يُقَاتِلَ رَجُلَيْنِ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ تَخْفِيفاً مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ فَنَسَخَ اَلرَّجُلاَنِ اَلْعَشَرَةَ وَ أَخْبِرُونِي أَيْضاً عَنِ اَلْقُضَاةِ أَ جَوَرَةٌ هُمْ حَيْثُ يَقْضُونَ عَلَى اَلرَّجُلِ مِنْكُمْ نَفَقَةَ اِمْرَأَتِهِ إِذَا قَالَ إِنِّي زَاهِدٌ وَ إِنِّي لاَ شَيْ‏ءَ لِي فَإِنْ قُلْتُمْ جَوَرَةٌ ظَلَّمَكُمْ أَهْلُ‏ اَلْإِسْلاَمِ‏ وَ إِنْ قُلْتُمْ بَلْ عُدُولٌ خَصَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ حَيْثُ تَرُدُّونَ صَدَقَةَ مَنْ تَصَدَّقَ عَلَى اَلْمَسَاكِينِ عِنْدَ اَلْمَوْتِ بِأَكْثَرَ مِنَ اَلثُّلُثِ أَخْبِرُونِي لَوْ كَانَ اَلنَّاسُ كُلُّهُمْ كَالَّذِينَ تُرِيدُونَ زُهَّاداً لاَ حَاجَةَ لَهُمْ فِي مَتَاعِ غَيْرِهِمْ فَعَلَى مَنْ كَانَ يُتَصَدَّقُ بِكَفَّارَاتِ اَلْأَيْمَانِ وَ اَلنُّذُورِ وَ اَلصَّدَقَاتِ مِنْ فَرْضِ اَلزَّكَاةِ مِنَ اَلذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ وَ اَلتَّمْرِ وَ اَلزَّبِيبِ وَ سَائِرِ مَا وَجَبَ فِيهِ اَلزَّكَاةُ مِنَ اَلْإِبِلِ وَ اَلْبَقَرِ وَ اَلْغَنَمِ وَ غَيْرِ ذَلِكَ إِذَا كَانَ اَلْأَمْرُ كَمَا تَقُولُونَ لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَحْبِسَ شَيْئاً مِنْ عَرَضِ اَلدُّنْيَا إِلاَّ قَدَّمَهُ وَ إِنْ كَانَ بِهِ خَصَاصَةٌ فَبِئْسَمَا ذَهَبْتُمْ إِلَيْهِ وَ حَمَلْتُمُ اَلنَّاسَ عَلَيْهِ مِنَ اَلْجَهْلِ‏ بِكِتَابِ اَللَّهِ‏ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ص‏ وَ أَحَادِيثِهِ اَلَّتِي يُصَدِّقُهَا اَلْكِتَابُ اَلْمُنْزَلُ‏ وَ رَدِّكُمْ إِيَّاهَا بِجَهَالَتِكُمْ وَ تَرْكِكُمُ اَلنَّظَرَ فِي غَرَائِبِ‏ اَلْقُرْآنِ‏ مِنَ اَلتَّفْسِيرِ بِالنَّاسِخِ مِنَ اَلْمَنْسُوخِ وَ اَلْمُحْكَمِ وَ اَلْمُتَشَابِهِ وَ اَلْأَمْرِ وَ اَلنَّهْيِ وَ أَخْبِرُونِي أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ‏ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع‏ حَيْثُ سَأَلَ اَللَّهَ مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ اَللَّهُ جَلَّ اِسْمُهُ ذَلِكَ وَ كَانَ يَقُولُ اَلْحَقَّ وَ يَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لَمْ نَجِدِ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَابَ عَلَيْهِ ذَلِكَ وَ لاَ أَحَداً مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ دَاوُدَ اَلنَّبِيِّ ص‏ قَبْلَهُ فِي مُلْكِهِ وَ شِدَّةِ سُلْطَانِهِ ثُمَ‏ يُوسُفَ اَلنَّبِيِّ ع‏ حَيْثُ قَالَ لِمَلِكِ‏ مِصْرَ اِجْعَلْنِي عَلى‏ََ خَزََائِنِ اَلْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ‏ فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ اَلَّذِي كَانَ أَنِ اِخْتَارَ مَمْلَكَةَ اَلْمَلِكِ وَ مَا حَوْلَهَا إِلَى‏ اَلْيَمَنِ‏ وَ كَانُوا يَمْتَارُونَ اَلطَّعَامَ مِنْ عِنْدِهِ لِمَجَاعَةٍ أَصَابَتْهُمْ وَ كَانَ يَقُولُ اَلْحَقَّ وَ يَعْمَلُ بِهِ فَلَمْ نَجِدْ أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ثُمَ‏ ذُو اَلْقَرْنَيْنِ‏ عَبْدٌ أَحَبَّ اَللَّهَ فَأَحَبَّهُ اَللَّهُ وَ طَوَى لَهُ‏ اَلْأَسْبَابَ وَ مَلَّكَهُ مَشَارِقَ اَلْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ كَانَ يَقُولُ اَلْحَقَّ وَ يَعْمَلُ بِهِ ثُمَّ لَمْ نَجِدْ أَحَداً عَابَ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَتَأَدَّبُوا أَيُّهَا اَلنَّفَرُ بِآدَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اِقْتَصِرُوا عَلَى أَمْرِ اَللَّهِ وَ نَهْيِهِ وَ دَعُوا عَنْكُمْ مَا اِشْتَبَهَ عَلَيْكُمْ مِمَّا لاَ عِلْمَ لَكُمْ بِهِ وَ رُدُّوا اَلْعِلْمَ إِلَى أَهْلِهِ تُوجَرُوا وَ تُعْذَرُوا عِنْدَ اَللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ كُونُوا فِي طَلَبِ عِلْمِ نَاسِخِ‏ اَلْقُرْآنِ‏ مِنْ مَنْسُوخِهِ وَ مُحْكَمِهِ مِنْ مُتَشَابِهِهِ وَ مَا أَحَلَّ اَللَّهُ فِيهِ مِمَّا حَرَّمَ فَإِنَّهُ أَقْرَبُ لَكُمْ مِنَ اَللَّهِ وَ أَبْعَدُ لَكُمْ مِنَ اَلْجَهْلِ وَ دَعُوا اَلْجَهَالَةَ لِأَهْلِهَا فَإِنَّ أَهْلَ اَلْجَهْلِ كَثِيرٌ وَ أَهْلَ اَلْعِلْمِ قَلِيلٌ وَ قَدْ قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ‏


الکافی جلد ۵ ش ۱۵۱ حدیث الکافی جلد ۵ ش ۱۵۳
روایت شده از : امام جعفر صادق عليه السلام
کتاب : الکافی (ط - الاسلامیه) - جلد ۵
بخش : كتاب المعيشة
عنوان : حدیث در کتاب الكافي جلد ۵ كِتَابُ الْمَعِيشَة‏‏‏ بَابُ دُخُولِ الصُّوفِيَّةِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع وَ احْتِجَاجِهِمْ عَلَيْهِ فِيمَا يَنْهَوْنَ النَّاسَ عَنْهُ مِنْ طَلَبِ الرِّزْق‏
موضوعات :

ترجمه

شرح

آیات مرتبط (بر اساس موضوع)

احادیث مرتبط (بر اساس موضوع)